الموارد المتعلقة بالأمن السيبراني.
انطلاقًا من سَعْي الوكالة الوطنيَّة للأمن السيبراني في دولة قطر لبناء مجتمع محلِّيّ آمِن رقميًّا ومُتمَكِّن تكنولوجيًّا؛ وفي ظلّ التَّطوُّرات التّكنولوجيَّة المتلاحِقَة والسَّريعة، وفي ظلّ دخول التكنولوجيا إلى مختلف جوانب الحياة بما يشمل مُختَلف الشَّرائح العُمريَّة، تزداد المخاطر الأمنيَّة التكنولوجيَّة التي تُواجِه الأفراد عمومًا والأطفال واليافعين على وَجْه الخصوص؛ لذلك واستنادًا على الأهداف العامَّة للوكالة الوَطنيَّة للأمن السيبرانيّ؛ فإنَّ مُواجَهَة هذه التَّحدِّيات تكون من خلال التَّوجُّه للأطفال واليافعين، وفي إطار البيئة المدرسيَّة بمناهج تُعزِّز الوَعْي بالسَّلامة الرَّقميَّة وبمفاهيم وأُسُس الأمن السيبراني.
استنادًا على هذا الطَّرح؛ فإنَّ مشروع “مناهج الأمن السيبراني التَّعليميَّة“، وانطلاقًا من أهميَّة حماية البيانات والمعلومات الشَّخصيَّة، وحِرصًا على توعية المجتمع بأهميَّة الأمن السّيبرانيّ، يَستهدف رَفْع وَعْي الأطفال واليافعين في دولة قطر بمختلف المفاهيم والأُسُس المرتبطة بالسَّلامة الرَّقميَّة والأمن السيبراني، وترعى هذا المشروع الوكالة الوطنيَّة للأمن السّيبرانيّ في دولة قطر، وهو المشروعُ الأوّلُ من نَوْعه في المنطقة، وهو يَسْتهدِف جميعَ الفئات العُمريَّة من الصَّفّ الأوَّل الابتدائيّ وحتّى الثَّاني عشَر.
إنَّ مشروع “مناهج الأمن السيبراني التَّعليميَّة“، وفي إطار التَّعاون مع وزارة التَّربيَّة والتَّعليم والتَّعليم العالي يهدف لتحقيق جملة أهداف؛ أهمّها: تعريف المجتمع عمومًا والأطفال واليافعين بمفهوم المُواطَنة الرَّقميَّة Digital Citizenship والتي تتمثَّل في الاستخدام المسؤول والأخلاقيّ والآمِن لتكنولوجيا المعلومات والاتِّصالات من جانب الأفراد كأعضاء في المجتمع المحلِّيّ ومواطنين في المجتمع العالَميّ، بجانب توعية المجتمع عمومًا والأطفال واليافعين على وَجْه الخصوص بمَخَاطِر شبكة الإنترنت؛ والتَّدريب والتَّأهيل على أُسُس حماية البيانات الشَّخصيَّة، والحفاظ على سلامة الأجهزة الإلكترونيَّة؛ إضافةً لرَفْع مستوى الوَعْي بالمفاهيم العامَّة المرتبطة بالأمن السيبراني والسَّلامة الرَّقميَّة، وتهيئة جيل مستقبليّ من الشَّباب القطريّ القادر على التَّعامُل بكفاءة وأمان مع الأدوات التكنولوجيَّة.
ولتحقيق أهداف المشروع، فإنه يستخدم جملة من الأدوات التَّعليميَّة المتنوِّعة، تَصُبّ كلُّها في إطار التَّوعية بأهمِّيَّة الأمنِ السّيبرانيّ، بما يسهمُ في تحقيق أهداف المشروع، ومن ورائه أهداف الوكالة الوطنيَّة للأمن السّيبرانيّ في حماية المجتمع من مخاطر شبكة الإنترنت، والحفاظ على أمن وخصوصيَّة البيانات، وتشمل الأدوات التَّدريبيَّة منتجات بصريَّة تدريبيَّة وتعليميَّة، والفيديوهات التَّوعويَّة، والبوسترات وتصاميم الإنفوغرافيك، إضافةً لدليلٍ إرشاديٍّ للمُعَلِّمين.
نظرة عامَّة على المشروع
لتحقيق الأثر المنشود للمشروع، ولتحقيق الأهداف المُعْلَنة بكفاءةٍ وفاعليَّةٍ؛ فإنَّ مشروع “مناهج الأمن السِّيبرانيّ التَّعليميَّة” يستهدف كلّ شريحةٍ عمريَّةٍ بمزيجٍ خاصّ من المناهج التَّعليميَّة؛ بحيث يختلف المحتوى التَّعليميّ باختلاف المستوى العُمريّ، فالفاعليَّة المنشودة تُحتِّم التَّوجُّه لكلِّ مرحلة عمريَّة بمحتوًى تعليميّ يتصاعد مع العُمر، واستنادًا على هذا المبدأ، فسيتمّ تقسيم المناهج لثلاثة أقسام رئيسة، تبعًا للمراحل التَّعليميَّة المُعتَمَدة في دولة قطر، وهي المرحلة الابتدائيَّة والإعداديَّة والثانويَّة، وحتى على مستوى المرحلة الواحدة، فسيتم التَّوجُّه لكلِّ صَفٍّ بمحتوًى تعليميّ مُختَلفٍ، وفيما يلي لمحةٌ عن المناهج وفقًا للمراحل التَّعليميَّة المعتمدة في دولة قطر.
المرحلة الابتدائيَّة
تراعي المناهج التَّعليميَّة في هذا المرحلة الخصائص الديمغرافيَّة والنَّفسيَّة للأطفال، كحداثة السِّنّ وقلة الخبرة، وتكون المناهج هنا مُصمَّمة بأسلوبٍ يتناسب مع معايير الطفولة، فسيتم التَّركيز على الفيديوهات والمُنْتَجَات البصريَّة التي تُخاطِب عقولَهم وإدراكَهم بأسلوبٍ ممتعٍ وجذّاب؛ بحيث تتناول المناهج مواضيعَ الأمن السّيبرانيّ من أساسيّاتها البسيطة، كطُرُق حماية الأجهزة الإلكترونيَّة، والامتناع عن مشاركة المعلومات الشّخصيَّة مع الغرباء، وإنشاء كلمات مرور قويَّة. لتصبحَ هذه الموضوعات أكثرَ توسُّعًا وشموليَّة مع تقدُّم المراحل العمريَّة للأطفال.
وتعزيزًا لجاذبيَّة الموادّ المطروحة، وقُدرتها على الوصول الفعَّال لعقول الأطفال تقوم المناهج بتقديم وابتكار شخصيات كرتونيَّة محبَّبة مستوحاة من البيئة القطريَّة، إلى جانب شخصيَّة روبوت لطيف، لتُقَدِّمَ المعلومات للأطفال؛ إمّا عن طريق الأفلام التوعويَّة، أو البوسترات وتصاميم الإنفوغرافيك، بأسلوبٍ يجعلُ الأطفالَ يتّخذونَ من هذهِ الشّخصيات أصدقاء لهم، يستمدُّونَ منهم المعلومات والمعارفَ القَيِّمة التي يبحثونَ عنها في مجال الأمن السّيبرانيّ.
المرحلة الإعداديَّة
في المناهج المُوجَّهة لطُلَّاب المرحلة الإعداديَّة سيتمُّ تطوير المحتوى التَّعليميّ؛ بحيث يتناسب مع توسُّع مَدَارك ومعارف الطفل، ويتناسب مع قُدْرته على الاستيعاب والتَّحليل والإدراك، ويُعَدّ المحتوى التَّعليميّ في هذه المرحلة مُكَمِّلًا للمحتوى المُعْتَمَد في المرحلة الابتدائيَّة، ويستند المحتوى التَّعليميّ هنا على معلومات ذات صلة بالحوسبة وتكنولوجيا المعلومات، وكيفيَّة التَّعامُل مع مَوَاقع التَّواصُل الاجتماعيّ والمواقع الإلكترونيَّة وغيرها من المعلومات.
وفي مناهج هذه المرحلة سيتمُّ تقديم وابتكار شخصيّات جديدة لإضفاءِ جوٍّ من المرحِ على الأفلام، ولزيادة التشويقِ والجاذبيَّة فيها.
المرحلة الثَّانويَّة
في المرحلة الثَّانويَّة تقترب شخصيَّات الأطفال واليافعين من النُّضْج والقدرة التَّامَّة على التَّحليل الفكريّ والاستنتاج، وهذا ما سيتمّ مُرَاعاته في المحتوى التَّعليميّ، وتكون المعلومات المُقدَّمة هنا أكثر عُمقًا، وترتبط بالحوسبة السحابيَّة، وكيفيَّة التَّعامُل معها، وأُسُس حماية الملفَّات، ومعلومات حول الهَجَمَات الإلكترونيَّة والتَّصيُّد الاحتياليّ، وكيفيَّة التَّعامُل مع التَّهديدات الإلكترونيَّة، وغيرها من المعلومات ذات الصِّلة.
طُلاب التَّعليم الموازي ومحو الأُمِّيَّة
حرصًا من الوكالة الوطنيَّة للأمن السيبرانيّ، ومن خلال المشروع على تحقيق أعمق الأثر في المجتمع المستهدَف بالمشروع، فسيتم توجيه محتوًى تعليميٍّ لطُلَّاب مسار التَّعليم الموازي وللطُّلَّاب في برامج مَحْو الأُمِّيَّة؛ بحيث يُغطِّي المشروع كامل المجتمع المستهدَف؛ وهنا سيتمُّ الاعتماد على ذات المناهج المُصمَّمَة لجميع المراحل؛ بحيث يتمّ التَّوجُّه بذات المحتوى المعتمَد في هذه المراحل لطُلَّاب التَّعليم الموازي وطُلَّاب برامج مَحْو الأُمِّيَّة.
محتوى خاصّ بذَوِي الهِمَم
على غرارِ المحتوى المخصَّصِ للطَّلَبَةِ من مختلفِ الفئاتِ العُمْرِيَّة، تمَّ تخصيصُ محتوى لِذَوِي الهِمَم، يتناسَبُ مع قدراتِهم الإدراكيَّة، لتأهيلِهِم وتمكينِهِم من الاستخدامِ الآمنِ لشبكةِ الإنترنت والأجهزةِ الإلكترونيَّةِ الحديثة، مع مراعاةِ الاختلافِ في نوعِ الاحتياجاتِ الخاصّةِ لِذَوي الهِمَم.
مناهجُ الأمنِ السَّيبرانيِّ التَّعليميَّة، موجَّهةٌ لجميعِ فئاتِ وشرائحِ المجتمعِ دونَ استثناءٍ، وتهدفُ إلى التَّوعيةِ الشَّاملةِ للمجتمعِ المحليّ، بما يَضمَنُ تعزيزَ مفاهيمِ المواطنَةِ الرَّقميَّةِ، وترسيخَ الأمنِ السَّيبرانيّ.
الكادر التربويّ والتَّعليميّ
إنَّ تحقيق الأثر المنشود من البرنامج يتطلَّب تَوْجيه محتوى تدريبيّ خاصّ بالكادر التربويّ والتَّعليميّ في دولة قطر، وذلك للمدارس الحكوميَّة والخاصَّة، فالكادر التربويّ يُعَدّ ذو علاقة مباشرة ووطيدة بالأطفال واليافعين في مختلف المراحل التَّعليميَّة، فتدريب وتأهيلهم يساهم في تأسيس بيئة تدريسيَّة قادرة على إيصال المحتوى التَّعليميّ للطلاب بفاعليَّة وكفاءة عالية، لذلك وانطلاقًا من هذا الطَّرح سيتمّ تصميم دليل إرشاديّ مُوجَّه للكادر التَّدريسيّ في مختلف المراحل التَّعليميَّة.
أولياء أمور الطلبة
يُشَكِّل تأهيل وتدريب أولياء الأمور على كيفيَّة التَّعامُل مع الأدوات التكنولوجيَّة الحديثة ورَفْع مستوى وَعْيهم بمفاهيم الأمن السيبرانيّ والسَّلامة الرَّقميَّة دَعْمًا مُبَاشِرًا لجهود المشروع في بناء مجتمع آمِن رقميًّا، فوجود أهْل مُؤهَّلين على الاستخدام الآمن للتكنولوجيا سينعكس إيجابًا على بيئة الأطفال بالكامل، وبالتَّالي على المجتمع القطريّ بمُختَلف شرائحه.
إنَّ المحتوى التَّعليميّ المُعتمَد في إطار مشروع “مناهج الأمن السِّيبرانيّ التَّعليميَّة”، وخلال المراحل الثلاث الابتدائيَّة والإعداديَّة والثانويَّة يُعَدّ متكاملًا، وهو ما ينسحب على التَّعليم الموازي وبرامج مَحْو الأُمِّيَّة، فهو مِنْهَاج واحد ومحتوى مُتكامِل، فكلُّ مرحلةٍ تُعَدّ مَدْخلًا معرفيًّا للمرحلة اللَّاحقة، وهذا التَّكامُل يُعدّ أداةً رئيسةً في تحقيق أهداف المشروع، وتحقيق الأثر المنشود على مستوى المجتمع.
فريق عمل المشروع
يرتبط نجاح المشروع بتوفُّر فريق عملٍ مُؤهَّل وذي خبرة في إعداد المحتوى التَّعليميّ، وخبرة في المفاهيم ذات الصِّلة بالسَّلامَة الرَّقميَّة والأمن السيبراني، لذلك فالمشروع يَعْتَمِد على مجموعة من الاستشاريين والخبراء في مجال الأمن السيبرانيّ وكيفيَّة تصميم المحتوى التَّربويّ والتَّعليميّ وأُسُس التَّعليم الإلكترونيّ. وفي صدد تَحقيق هذا الهدف تمَّت الاستعانة بمجموعة من الخُبَراء التَّربويِّين بوزارة التَّربية والتَّعليم والتَّعليم العالي من الإدارات المختصَّة في هذا الجانب والمُتمَثِّلة في إدارة التَّعليم الإلكترونيّ والحلول الرَّقميَّة، إدارة التَّوجيه التَّربويّ – قِسْم تكنولوجيا المعلومات، إدارة المناهج الدِّراسيَّة ومصادر التَّعلُّم، إدارة شؤون المدارس – قِسْم البرامج والأنشطة، إدارة التَّربية الخاصَّة ورعاية الموهوبين.
تقوم فلسفة فريق عمل المشروع على التَّخصُّص الدَّقِيق، فكُلّ مَهمَّة ضِمْن إطار المشروع تُوكَل إلى فريق من الخبراء؛ بحيث تتقاطع أُسُس المَهمَّة مع مجال خبرة فريق العمل، ففريق مختصّ بتَجْهيز المحتوى التَّعليميّ الإلكترونيّ والقائم على مَفاهِيم الأمن السيبرانيّ والسَّلامَة الرَّقميَّة، وفريق آخر مختصٌّ بكيفيَّة إيصال المحتوى التَّعليميّ للمستهدَفِين، وفريق مُختَصٌّ وخبير بالتَّصميم، ومن خلال تكامل خبرات وكفاءات فريق العمل يتحقَّق الهدف الرئيس للمشروع، وهو تَصْمِيم مناهج تربويَّة وتعليميَّة قادرة على تعزيز الوَعْي بالسَّلامة الرَّقميَّة والأمن السيبرانيّ لدى شرائح المجتمع المُستهدَف.